الاكتئاب والإفراط في تناول السكريات من مسببات اضطرابات الأكل!!
في الآونة الأخيرة، مع تطور وسائل التواصل الاجتماعي، تغيّرت أنماط استخدامنا لهذه الوسائل بشكل كبير، ففي عام 2010 وحتى 2015، كان فيسبوك هو المنصة الأكثر انتشارًا وشعبية، لكن مع مرور الوقت وتطور هذه الوسائل، ظهرت منصات جديدة مثل إنستجرام وتيك توك وتويتر،
الاكتئاب والإفراط في تناول السكريات من مسببات اضطرابات الأكل!!
دكتور إسلام زايدي: أنصح بتعزيز النشاطات البدنية للأطفال لضمان صحتهم .
يُعاني الكثريين من اضطراب الأكل كبار وصغار، جراء مشاكل تتعلق بفرط تناول الأطعمة الغنية بالسكريات أو الدهون أو ممن يعانون من مشاكل نفسية تصل كالاكتئاب ومنهم من يصل إلى الانتحار، لذا توجهنا إلى دكتور "إسلام زايدي " اخصائي التغذية العلاجية بمستشفت "احمد ماهر" ليحدثنا عن اضطرابات الأكل، فكان لنا هذا الحوار:
حوار: ملك منصور
"بداية"
حدثنا عن أسباب اضطراب الاكل ؟
في الآونة الأخيرة، مع تطور وسائل التواصل الاجتماعي، تغيّرت أنماط استخدامنا لهذه الوسائل بشكل كبير، ففي عام 2010 وحتى 2015، كان فيسبوك هو المنصة الأكثر انتشارًا وشعبية، لكن مع مرور الوقت وتطور هذه الوسائل، ظهرت منصات جديدة مثل إنستجرام وتيك توك وتويتر، مما أدى إلى زيادة انتشار هذه الوسائل بين الفئات العمرية الأصغر، لقد لاحظنا أن الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و14 سنة بدأوا يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي بشكل مكثف، مما أثر على نمط حياتهم عن السابق كان الأطفال يمارسون الرياضة بشكل منتظم، وكان أكبر طموح للأهالي هو اصطحاب أطفالهم إلى النادي لممارسة السباحة أو أي نوع من الرياضة، ولكن الآن يفضل الكثير من الأهالي أن يبقوا أطفالهم في المنزل ويعطونهم الهواتف الذكية لتسلية وقتهم، مما أدى إلى انخفاض مستوى النشاط البدني بين الأطفال، هذا الانخفاض في النشاط البدني أثر سلبًا على الصحة النفسية والجسدية للأطفال، فمنذ عام 2015 بدأنا نلاحظ تزايد حالات الاكتئاب بين الأطفال، الاكتئاب بطبيعة الحال يمكن أن يكون له آثار متباينة؛ فبعض الأطفال يصابون بزيادة في الوزن نتيجة الإفراط في تناول الطعام، مما يؤدي إلى مشكلات صحية مثل مقاومة الإنسولين ومرض السكري، وفي المقابل يعاني آخرون من فقدان الشهية ونقصان الوزن بشكل مفرط، مما يسبب لهم مشاكل صحية أيضًا.
لقد أصبحت هذه المشكلات الصحية ملحوظة في العيادات الطبية، حيث يزورنا العديد من الأطفال الذين يعانون من الاكتئاب، مما يؤثر على أوزانهم بشكل غير طبيعي، كما نلاحظ أن هناك فئة من الأطفال يعانون من زيادة مفرطة في الوزن مما يهددهم بالإصابة بالسكري، بينما هناك فئة أخرى تعاني من نقص حاد في الوزن نتيجة لفقدان الشهية الناجم عن الاكتئاب، حيث أن هذه التحولات تشير إلى ضرورة إعادة النظر في كيفية تعاملنا مع وسائل التواصل الاجتماعي وأثرها على الأجيال الصاعدة، وضرورة تعزيز النشاطات البدنية والاجتماعية للأطفال لضمان صحتهم النفسية والجسدية.
وما هي أعراض التي تؤدي إلى اضطرابات الأكل بشكل عام ؟
أنواع اضطرابات الأكل يمكن أن تظهر بطرق مختلفة بين الأطفال؛ فبعض الأطفال قد يبدأون في تناول الطعام بكميات كبيرة تتجاوز الحد المطلوب، مما يؤدي إلى إصابتهم بالسمنة، بينما يمكن لأطفال آخرين أن يمتنعوا عن تناول الطعام بشكل كامل، رغبةً منهم في تقليد صورة معينة يرونها على مواقع التواصل الاجتماعي، مثل محاولة التشبه بنماذج نحيفة، هذه العادة قد تؤدي بهم إلى النحافة المفرطة؛ فالسمنة والنحافة هما نتيجتان شائعتان لاضطرابات الأكل التي قد تصيب الأطفال، السمنة تحدث عندما يتناول الأطفال كميات كبيرة من الطعام، غالبًا ما يكون غير صحي، مما يزيد من وزنهم ويعرضهم لمشكلات صحية خطيرة مثل السكري وارتفاع ضغط الدم، على الجانب الآخر، النحافة تحدث عندما يمتنع الأطفال عن الأكل بشكل مفرط، مما يؤدي إلى نقص حاد في الوزن، وقد يتسبب ذلك في مشكلات صحية متعددة مثل فقر الدم وضعف المناعة.
"عوامل"
ما علاقة اضطرابات الأكل بالأمراض النفسية وهل من اللازم أن نتابع مع طبيب نفسي بجانب دكتور تغذية؟
في البداية، عندما يعاني أي شخص من زيادة أو نقصان في الوزن، يكون من الضروري أن يتوجه إلى طبيب تغذية، لكنني كطبيب تغذية، إذا وجدت أن هناك مشكلة نفسية تؤثر على حالة المريض، سواء كان طفلاً أو بالغًا، أقوم بوضع برنامج غذائي مناسب وأقدمه له الدعم اللازم، ولكن إذا شعرت أن هناك جانبًا نفسيًا يحتاج إلى علاج، أو أن المريض لا يستطيع السيطرة على تناول الطعام نتيجة لمشكلات نفسية، مثل التوتر أو الضغوطات المنزلية، أنصح بالتوجه إلى طبيب نفسي، ففي بعض الحالات، قد يكون من الأفضل للمريض أن يتابع مع طبيب نفسي بالإضافة إلى متابعته معي، هذا يظهر غالبًا عندما لا يتبع المريض النظام الغذائي بشكل صحيح، فمثلاً: إذا لاحظنا أن المريض لا يفقد الوزن بمعدل طبيعي، أو حتى يزداد وزنه، يمكن أن يكون السبب هو تناول الطعام بشكل سري، قد تخبرني والدة الطفل أن ابنها يستيقظ في منتصف الليل لتناول الطعام دون علمهم، أو يستخدم مصروفه لشراء الشوكولاتة والأطعمة غير الصحية رغم التوجيهات الصارمة بعدم فعل ذلك، في مثل هذه الحالات، يصبح واضحًا أن هناك حاجة لتدخل نفسي، فمن المهم فهم الأسباب النفسية التي تدفع المريض إلى تناول الطعام بشكل مفرط، وتقديم الدعم النفسي المناسب له، ويمكن للمريض أن يتابع معي كطبيب تغذية وفي نفس الوقت مع طبيب نفسي لضمان معالجة المشكلة من جميع جوانبها.
هل يوجد عوامل نفسية تسبب إضطراب أكل؟
في الواقع يبدأ الموضوع في الظهور بشكل تدريجي، تلاحظ الآباء أن أبنائهم على سبيل المثال، يبدأون في تناول الطعام بكميات أكبر مع مرور الوقت، ويبدأ في اكتساب الوزن تدريجيًا حتى يصاب بالسمنة، عندها يدرك الأهل أن هناك مشكلة ويقررون التوجه إلى طبيب تغذية، عندما يصل الطفل إلى طبيب التغذية، يقوم الطبيب بتقييم حالته لمعرفة ما إذا كان يمكنه متابعة العلاج الغذائي بمفرده، أو إذا كانت هناك حاجة للتدخل النفسي في كثير من الحالات، قد يلاحظ الطبيب أن هناك جوانب نفسية تؤثر على عادات الأكل لدى الطفل؛ فعلى سبيل المثال: إذا كان الطفل يعاني من مشكلات نفسية أو ضغوطات تؤدي إلى الإفراط في تناول الطعام، قد يكون من الضروري أن يتدخل طبيب نفسي، يكون طبيب التغذية مسؤولاً عن وضع برنامج غذائي مناسب للطفل، ولكن إذا تبين أن المشكلة تتجاوز الجانب الغذائي وتحتاج إلى دعم نفسي، ينصح بالتوجه إلى طبيب