الاستخدام المفرط للإنترنت.. أدماناً لأغلب المراهقين في بيوتنا.
تعتبر مرحلة المراهقة من أخطر المراحل العمرية التي يمر بها الإنسان فكثيراً ما يشوبها الاضطرابات والثورة والتمرد، وذلك لأنها مرحلة إنتقالية تسير بالفرد من مرحلة الطفولة إلى مرحلة الشباب والرشد، فهي يتخللها تغيير شامل وجذري في جميع الجوانب والظواهر الجسمية والعقلية والانفعالية والاجتماعية، وهي من أهم الفترات لتحديد شخصية الإنسان، نستعرض في هذا التحقيق أسباب وأنواع وطرق علاج الإدمان كالاتي:
الاستخدام المفرط للإنترنت.. أدماناً لأغلب المراهقين في بيوتنا.
تعتبر مرحلة المراهقة من أخطر المراحل العمرية التي يمر بها الإنسان فكثيراً ما يشوبها الاضطرابات والثورة والتمرد، وذلك لأنها مرحلة إنتقالية تسير بالفرد من مرحلة الطفولة إلى مرحلة الشباب والرشد، فهي يتخللها تغيير شامل وجذري في جميع الجوانب والظواهر الجسمية والعقلية والانفعالية والاجتماعية، وهي من أهم الفترات لتحديد شخصية الإنسان، نستعرض في هذا التحقيق أسباب وأنواع وطرق علاج الإدمان كالاتي:
تحقيق: حنين ماجد
" علاقة وثيقة"
يواجه المراهقين العديد من المشاكل من أهمها هو التقليد الأعمى للغير والاستخدام المفرط للإنترنت مما يجعل المراهق غير واعي بما يدور حوله من أحداث حياتيه ويعوق ممارسة الحياة اليومية الطبيعية، حيث تتغير حياته الطبيعية وتصبح لديه العديد من المشاكل التي يجب ان تراعى من الأسرة، وهذا ينطوي على مشاكل من نوعاً أخر وهو الحرية الغير مراقبة والتي تسمح للمراهق مشاهدة الأفلام ودخول المواقع الغير مناسبة لفئاتهم العمرية على مواقع الأنترنت المختلفة مما يسبب العديد من المشاكلات النفسية والسلوكية لدى المراهقين، أما بالنسبة للدور الذي تقوم به العائلة في السيطرة على المراهق داخل الأسرة يكاد يكون معدوم لكثرة وجود الهواتف النقالة والأجهزة الإلكترونية، حيث أصبح الأنترنت متداول بين جميع فئات المجتمع فأصبح شيء خارج نطاق السيطرة.
هذا فضلاً عن أن هناك تأثير أخر سلبي لاستخدام التكنولوجيا ليس على المراهقين فحسب أنما على الأطفال أيضاً حيث أظهرت العديد من الأبحاث بأن للتكنولوجيا آثار إيجابية وأخرى سلبية من حيث قدرة الأطفال على التفكير، فهي لا تؤثر فقط على طريقة تفكيرهم بل تؤثر أيضاً على طريقة نمو أدمغتهم وتطورها، حيث ربط العلماء بين الاستخدام المفرط للتكنولوجيا مع رفع احتمال حدوث السلوكيات الخطيرة لدى الأطفال وغيرها من تقلبات المزاج، كما ربطوا بين الاستخدام المعتدل للتكنولوجيا وقدرتها على تنمية عدد من المهارات المعرفية والاجتماعية.
"أسباب"
ومن الأسباب التي تؤدي إلى إدمان الانترنت عدم القدرة على مواجهة المشاكل الحياتية فيجد المراهق راحته في العزلة باستخدام الإنترنت بشكل مفرط، كما أن المراهق لا يستخدم الانترنت ليس في أوقات الفراغ وحسب بل يلجأ لاستخدامه لفترات طويلة تؤدي به إلى مشاكل نفسية وبدنية، وهذا يجعله يعانى من المشاكل الأسرية وعدم استطاعة الأهل فهم أولادهم، وبذلك يلجأ المراهق إلى استخدام الإنترنت والوحدة والعزلة بعيداً عن الأسرة.
"أنواعه وعلاجه"
يعرف الدكتور محمود عصام المدير التنفيذي لمستشفي الطريق ومعالج سلوكيات إدمانية، إن الإدمان بصفة عامة هو استخدام بعض المواد والاعتماد عليها نفسياً بمعنى أن هذه الأشياء تأخذ وقتاً كبيراً من حياتنا فى الحصول على المادة ووقتاً في اعطائها، ويكون لها أثار ضارة على حياة المتعاطي سواء اجتماعياً أو وظيفيا أو دراسيا أو في إطار علاقات الفرد بأسرته أو باختلاطه بالناس ومن هنا يظهر الادمان، مشيراً إلى أن هناك أنواعاً من الإدمان تتمثل في إدمان الإنترنت والمخدرات والتقليد الأعمى للموضة وهى أشياء لا يستطيع المدمن الاقبال على الحياه بدونها، وأكد أن طبيعة العوامل التي تدفع الشخص لخوض تجربة أي نوع من المخدرات تختلف من شخص إلى أخر، حيث يوجد شخص يمكن أن يقوم بتكرارها كل أسبوع أو كل شهر عكس شخص أخر يمكن أن يكررها كل يوم، وهذا يكون بعوامل مساعدة تؤدى إلى هذه المشاكل ومنها التفكك الأسرى، أو التعرف على أصدقاء السوء، أو قضاء وقت فراغ كبير، أو الفضول و حب التجربة.
مضيفاً إلى أن أخطر سن يمكن يتعاطى مع هذه التجربة هو سن المراهقة، وتتمثل طرق علاج الإدمان في مراحل متعددة هو أن مريض الإدمان لا يكون على وعى بمدى حجم المشكلة فتأتى هنا المرحلة الأولى وهى توعية المدمن بحجم مشكلته وحجم الخسائر التي مر بها أثناء هذه الفترة والتي يمكن أن تتكر عند الرجوع لها مرة أخرى، وهذه المرحلة تأخذ وقتاً كبيراً، لأن مريض الإدمان يأتى وهو ينكر حجم المشكلة، ثم تأتى المرحلة الثانية وهى مرحلة التأهيل والتركيز بها يكون أكثر على شخصية المدمن، وأكد أن مرض الإدمان هو مرض مزمن قابل للانتكاس ونسبة الانتكاس على مستوى العالم تصل إلى 80% بمعنى أن من كل 10 مرضي اثنان أو ثلاثة يتم تعافيهم، وأضاف أن القواعد يتم وضعها لمساعدة المريض من التعافي لا تسطيع معظم المدمنين أن تقوم بها، فضلاً عن أن هذه الحالات تحتاج إلى المتابعة لوقت طويل في العلاج، جانباً إلى جنب مع دور الأهل والذي يكمن في الملاحظة فقط مع ابلاغ الطبيب أولاً بأول في حالة عودة المدمن.
موضحاً دور مستشفيات الصحة النفسية وعلاج الإدمان تقدم خدمات للمرضي وفقاً للأسس العلمية في مناخ مهني مريح مما يضمن لهم مقومات الصحة النفسية والبدنية، مع زيادة وعى المواطنين بالصحة النفسية والعمل على تعديل مفهوم المرض النفسي لديهم، وأكد على القيم التي تقدمها المستشفيات وهى الرعاية الصحية الكاملة للمرضى التي تشكل محور اهتمام المتخصصين بها، مع تقديم خدمة أمنه على قدر عال من الجودة، مع ضمان الخصوصية التامة للمرضى، حيث يتم ذلك وفقاً لتقييم شامل (طبى / نفسي / اجتماعي) لكل مريض بواسطة فريق العمل قبل وضع خطة العلاج له سواء لمريض العيادات الخارجية أو للمرضى المقيمين داخل المشفى على مدار 24 ساعة.
"الرقابة"
إن تربية الأطفال من أصعب المهام التي يمكن أن يقوم بها الأباء خاصة مع التطور التكنولوجي ووجود الانترنت، فلابد من زيادة الرقابة الأسرية على المراهقين من خلال معرفة كيفية التعامل الصحيح مع الطفل في سن مبكر قبل ان ينغمس في عالم التكنولوجيا والإنترنت وهي الخطوة الاولى لتفادي المشكلة قبل حدوثها، وأن يكون الآباء أصدقاء لأولادهم منذ سن صغير لتدريبهم على ذلك من البداية، ومتابعة المراهقين أول بأول مع ترك مساحة شخصية لهم لكي لا يشعروا بالخنقة والضيقة مع تحديد ساعات الإنترنت والرقابة الأسرية عليهم، حيث يجب على الآباء المعرفة الكاملة بما يقوم به أبنائهم من تصفح على مواقع الأنترنت.