تمرد الأبناء على الآباء.. بدايته تأفف ونهايته الندم!!
أصبح تمرد الأبناءعلى الآباء ظاهره منتشرة بشكل كبير،حيث غاب في كثير من المنازل قلة احترام الوالدين وعدم الاهتمام بغضبهم أو رضاهم
تمرد الأبناء على الآباء.. بدايته تأفف ونهايته الندم!!
تحقيق: عبدالرحمن محمد أحمد- مصطفي نجيب – احمد عماد
أصبح تمرد الأبناءعلى الآباء ظاهره منتشرة بشكل كبير،حيث غاب في كثير من المنازل قلة احترام الوالدين وعدم الاهتمام بغضبهم أو رضاهم، وخاصة في مرحله المراهقة، ويتساءلون هل مصدرها هو البعد عن الدين والقيم الأخلاقيه، اما عن تطورت ثقافية التى نشهدها فى هذه الأيام،أو إنها التربية التى ينقصها العديد من الأساسيات، فكان لنا هذا التحقيق:
"أبناء عاقون"
سألنا الحاجه ن.م (60 عاماً ) قالت: طردنى ولدى الوحيد، الذى ناضلت فى سبيل تربيته بعد رحيل زوجي، طردني من شقتي، حتى يتزوج فيها، وأعيش الأن وحيدة بلا مآوى ولم يسأل عنى، حتى في عيد الأم لم يسأل ، وتقول ه.س (75 عاماً ): ابنتى هي فين ابنتى!! ،فعلت كل شئ من أجلها إرضاء ابنتى الوحيدة ،بعت مَصاغى وزوجتها، تبخل علي الآن بزيارتي ومودتي ، أما عم ر.ح (84 عاماً ) يقول: اتسول الأن من الجيران والاقارب بعد ما تبرؤ أبناؤه الأربعة منه، وكأنه أصبح وصمه عار بالنسبة لهم، عم ر.ح كان موظف باحدي الشركات قبل أن يخرج منها علي المعاش الذي لا يكفي متطلباته، حتى يوفر تعليم ابنائه ويتمكنوا من استكمال دراستهم ويصلوا إلى أعلى المراكز، ووفقنى الله واحتل أولادى الأربعة مراكز مرموقة ويتقاضون رواتب كبيرة، وبالرغم من ذلك تنكروا لى وتبرؤ منى، خاصة وعندما أرادوا الزواج، لقد رفضوا حضورى،لأنهم ارتبطوا بأسر ثريه ومرفهة، واعتبروا حضوري وصمة عار لهم، والآن أعيش وحيدأً.
" أسباب"
يحدثنا الدكتور "أحمد رجب دكتور علم نفس في دار نقاها" عن أسباب عقوق الوالدين في بعض الأحيان نجد أن الوالدين نفسهم ليس لديهم الوعي التربوي الكافي في التعامل مع الأبناء مما يؤدي إلى " نشوز الأبناء" فالمرحلة الاولي وهي مرحلة الطفولة ما بين سبع أوعشر سنوات تعتبر أهم مرحلة من مراحل التربية لأنها تشكل مرحلة إتزان نفسي للأبناء وينطوي عليها مرحلة المراهقة فإذا كان هناك تفكك اسري يؤثرعلى تعامل الأبناء مع اسرهم يؤدي هذا التفكك إلى فجوة بين الأبناء واسرهم مما يخلق سلوك غير قويم ينطوي على عقوق الوالدين .
"قيم مجتمعية"
فالقيم والعادات المجتمعية لها دور مهم جداً وفعال في تربية الأبناء، فبعض القيم مثل حسن الكلام و حسن الخلق والأمانة والشجاعة هي قيم "اهلينا زمان ربونا عليها" عندها نستطيع نواجه المجتمع لكن من لم يتربي علي العادات والتقاليد المجتمعية يتكتسب معتقدات خارجية مغلوطة ومشوهة من الأصول الاجتماعية وهذا من ضمن أسباب تمرد الأبناء على الأباء.
"سوشيال ميديا"
يشهد المجتمع حالياً انتشار الميديا في كل بيوتنا حيث أصبحت سلاح ذو حدين ويتخذ منها أبنائنا قدوتهم وافكارهم المغلوطة، حيث أن دور الاسرة في الرقابة علي ابناهم بالنسبة للسوشيال ميديا.
"مراهقة "
فالتغييرات السيكولوجية والفسيولوجية التى يمر بها أبنائنا في مرحلة المراهقة تجعل سلوكياتهم أكثر انحرافاً واندفعية وعدائية ومتسلطة في أحياناً كثيرة مما يؤثر على مشاعرهم تجاه التعامل مع الأسرة بنوع من العناد والمشاكسات فيجب على الأسرة في هذه الفترة أن تتعامل مع تلك المرحلة بتوازن وكسب ثقة الأبناء حتي لا يقعوا فريسة المراهقة بعقوق الوالدين.
"قيمة الوالدين"
يقول احمد محمد"مهندس" إنني أسمع من وقت لآخر عن قصص لشباب يؤذون آباءهم كقصة الأبن الذى طرد أبيه فى البرد القارس وعتمه اللليل لأن زوجته قد انزعجت من هذا العجوز،وأتساءل دوماً أين عقل هذا الشباب ألم يفكروا فى عقاب الله: ومن قام على رعايتهم وهما صغار وتكفل بهم، وتقول "هند" طالبة " أن هؤلاء الشباب هم مرضى نفسيون، وأن من يقدم على إيذاء أمه أو أبيه ونسيان ما قدمٌاه لأجله، فهو فاقد العقل والضمير، وتوضح أن الله أمرنا بطاعة الوالدين ففضلهم عظيم، أما "منى محسن" طالبه فتقول "إن الوالدين نعمة كبيرة لا نشعر بقيمتها إلا بعد فقدها،فلا يعرف قيمة الوالدين سوى المحروم من هذه النعمة،وعلى كل شاب أن يحمل والديه على أكف الراحة قبل فوات الأوان، أما "نور محمد"طالبه"قالت أن الشاب العاق لوالديه غير قادر على حب شخص آخر ولا يمكن الوثوق به، إضافة إلى أن من يهجر أبويه لا يتوقع سوى الهجر من أبنائه وزوجته وأصدقائه فالله يمهل ولا يهمل.
"الدين الحنيف"
يحدثنا "الشيخ محمد سالم" عن أسباب انتشار ظاهرة عقوق الوالدين أن الأبناء العاقين لولديهم ما تربوا تربية إيمانية، حيث امرنا الرسول الكريم بحسن صحبة الوالدين وطاعة الوالدين؛ فعدم تربية جيل تربية إيمانية هو الذي أدى إلى ما نحن فيه، فيجب علينا لكي نجعل أولادنا طائعين في أبائهم وأمهاتهم أن يتربى الأبناء في بيوت تتسم بالطبيعة الايمانية وفي مجالس العلم، حتى يعلمه الحلال من الحرام .
ويؤكد أن سن المراهقة أصبح من أخطر فترات تمر على الأبناء، فالفترة الحاسمة لهم التربية الدينية سواء كان نواحي نفسية أو جنسية أوعقلانية أو تربوية، فالصحابة رضوان الله عليهم في الإسلام كانوا يشربون الخمر ويتعاملون بالربا ولكن بعد دخولهم الإسلام امتنعوا ، فالتربيىة بالدين تحافظ علي أبنائنا، خصوصاً في سن المراهقة وهي السن التي يدرك فيها أبنائنا ذاتهم وتتكون شهواتهم ويكثرفضولهم لمعرفة كل ما يحيط بهم سواء في نطاق المشبهوات والمحرمات أو غير ذلك لأن كل الممنوع مرغوب في سن المراهقة.
الرسول عليه الصلاة والسلام حينما أنزل الوحى اتخذ الصحابة ودخل دار الأرقم بن الأرقم، وظل يربيهم إيمانيا يربيهم على التوكل وطاعة الله ، وعلى طاعة الرسول، فإذا اتبع الأباء في تربية أبنائهم تربية ايمانية في إطار مفهوم الحلال والحرام ضع هؤلاء الأبناء في أي مجتمع سوف يتعاملون بما تعلموه في إطار الحلال والحرام، ولذلك الرسول حث عبد الله بن عباس بقوله صلي الله عليه وسلم " أن أعلمك كلمات احفظ الله يحفظك"، لذلك لأبد من الحفاظ علي الصلاة وحفظ كتاب الله في تعليم أبنائنا.
عقوق الوالدين يعتبر من أكبر الكبائر، وثبت في صحيح البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ألا بحقكم في أكبر الكبائر؟ قالوا بلى يا رسول الله، قال الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وشهادة الزور، ألا وقول الزور ألا وشهادة الزور، وكان متكئا ثم جلس حتى قلنا الشاهد: " أن الرسول صلى الله عليه وسلم جعل الله أكبر الكبائر بعد الشرك بالله عقوق الوالدين"، فلو لم يكن هناك ذنب عظيم إلا أن توضع بعد الشرك بالله لكفى، والحالة التي تعتبر تدل على هذا المعنى أن ربنا قرر طاعة الوالدين بطاعة ربنا قال وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسان، لكن النقطة المبينة في حكم عقوبة عقوق الوالدين في نقطتين. النقطة الأولي أن عقوق الوالدين يكون حرام في أي أمر والدي أو والدتي يأمرون به، لذا يجب علي الطاعة لهم، وقال سبحانه وتعالى: "وإن هداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعمهم صاحبهما في الدنيا معروفا". هذا دليل على أن عقوق الوالدين من أكبر الكبائر، أي أنه يجب طاعة الوالدين.