إبراهيم شلتوت: لم أكن الناجي الوحيد من ملحمة الواحات و خطط التأمين مستمرة!!
خاض حرباً ليست بِـهينة أبداً، وكان شاهد علي تلك الحرب الضاربة للإرهاب، فهو أيقونه في عين كل مصري، التقينا اللواء" إبراهيم شلتوت" أحد الناجين في مَلحمة الواحات،
§ إبراهيم شلتوت: لم أكن الناجي الوحيد من ملحمة الواحات و خطط التأمين مستمرة!!
خاض حرباً ليست بِـهينة أبداً، وكان شاهد علي تلك الحرب الضاربة للإرهاب، فهو أيقونه في عين كل مصري، التقينا اللواء" إبراهيم شلتوت" أحد الناجين في مَلحمة الواحات، فكان لنا هذا الحوار:
حوار: حنين ماجد
تصوير: رحمة مصطفي
في البداية بصفتك رجل شرطة .. هناك مفهوم وهو الشرطة في خدمة الشعب، حدثنا عن تلك المفهوم؟
منذ أن إلتحقت بِكلية الشرطة، وكانت تلك الفترة تنقسم بين التدريبات والدراسة والعمل، ولكن بعد إجتياز مرحلة الدراسة التحقت بالأمن المركزي لمواجهة الحياة العملية بين عدة أماكن مثل أسيوط وشمال سيناء وظل المفهوم مُترسخاً بأن عَملنا كَـضُباط أمن يَصُب في مصلحة الشعب وحمايته، وسلامة الدولة.
ماذا الذي يقدم رجل الشرطة لطمئنة المواطن المصري في ظل الأحداث الجارية من حروب خارجية وتأثيرها علي الداخل؟
دور الشرطة في تلك الحالات يكون مُنحصر علي الجبهة الداخلية للدولة فقط، من حيث الإنتشار الطارئ في أنحاء الجمهورية وعلي جميع المنشآت الحيويّة والحكومية، كالإذاعة والتلفزيون، والمتاحف، والمصانع.. وإلخ.
هل الإنتشار الأمني يكون علي مدار السنة أم في حالة الاستعداد للظروف الطارئة فقط؟
هناك خطط تأمين يومية علي جميع المنشآت، وتلك في حالة استمرارية بشكل عام، ولكن في بعض الحالات الأخري كما تحدثتي، تكون حالة الانتشار والتأمين بشكل مُوسع وعلي نطاق أكبر ، مثل الكوارث العامة أو المظاهرات وكما حدث في ثورة ٢٠١١ علي سبيل المثال.
علي ذكر ملحمة الواحات .. كيف نُفذ ذلك الحادث وما هو شعوركم أثناء تواجدك في ذلك الحادث؟
في البداية لم يَكن هناك شعور خاص علي قدر أنها كانت مأمورية مثل بَقية المأمورات التي خُضتها سابقاً، وفي شتي المأموريات يكون هناك تعامل بين رجال الأمن والعناصر الارهابية، وفي ذلك الحاث كان التعامل شديداً بعض الشئ، وبالمناسبة لم أكن الناجي الوحيد من ذلك الحادث، بل كان هناك زملاء ناجيين أيضاً مثلي .
وما الذي تتذكره عن ذلك الحادث؟
تم إبلاغُنا بالمُهمة في الثانية عشر صباحاً، وتحركنا نحو النقطة في حدود الفجر تقريباً، ووصلنا في السابعة صباحاً، وبدأنا بتمشيط الجبل بشكل طبيعي حسب وجود معلومات مُسبقة بأن هناك عناصر إرهابية ترتكز في تلك النقطة،ولكن العنصر الذي مَيزّ تلك العناصر أنهم كانوا مُرتكزين فوق تَبة عالية ونحن نَمُر من أسفلهم، فَـكان عنصر التمويه حليفهم في تلك اللحظة الفارقة، وبدأ التعامل من قِبلهم علي رجال الشرطة، وحدث ما حدث.من الشخص الذي اصيب او استشهد في ذلك الحادث وكان مُقرباً بشكل شخصي من سيادتكم؟
كان "اللواء إمتياز كامل" عليه رحمة الله من أقرب الأشخاص لي، حتي أنه كان يجاورني في مقعد السيارة أثناء ذهابنا للمأمورية.
ما الخطوات التي يُمكن إتخاذها لتأمين الحدود المصرية من جهة الشرطة أو الجيش بشكل عام؟
تأمين الحدود يرجع لمهام القوات المسلحة المصرية، ولكن المنطقة ج الفاصلة بيننا وبين فلسطين، تؤمن من قِبل قوات الشرطة "الأمن المركزي" والذي عملت فيه بعد التخرج كما ذكرت، قرابة سنة ١٩٩٠ تقريباً، والتأمين يُقام بإحترافية عالية علي كلا الجانبين من قوات حرس الحدود والجيش بشكل عام، والشرطة أيضاً.
بعد حادث الواحات، تم ترقيتكم، ثم بعد فترة انهيت الخدمة في جهاز الشرطة، فَـهل كنت تري مع انتهاء الخدمة أنه مازال لديك المزيد من العطاء والجهد لتقديمه، أم أن حالة الاكتفاء كانت مُسيطرة علي سيادتكم؟
بطبيعة الحال تلك هي النقطة التي نصل لها جميعاً في العمل، ولا يمكن تغييرها، فالأمر ساري عليّ وعلي غيري أيضاً من الزملاء، والذي سبق وأن إنتهي بعضهم من الخدمة قبل انتهائي وبعد أيضاً، ولكن في جميع الأحوال أنا راضٍ تماماً وأحمد الله علي ما وصلت له وما قدمته.