ما يبن التعاطف والإدانة.. طوفان الأقصي يغير المسارات السياسية

طوفان الاقصي الرقم الصعب في معادلة الصراع الفلسطيني في ظل متغيرات دولية انبثقت كلها ما بين مؤيد ومتحفظ ورافض لممارسات اسرائيل في قطاع غزة، ولا شك أن حماس كمنظمة معنية بالمواجهة المسلحة مع اسرائيل قد تجاوزت كافة الخطوط الحمراء في ضرباتها الأخيرة التي انطلقت في السابع من اكتوبر 2023 واحدثت دوي هائل علي كافة المسارات، سيما منها المسار العربي الذي تفاوتت بشأنه الاشكالية النضالية لحركة حماس، والتي تعتبر في نظر كثير من الأنظمة الأوروبية والعربية منظمة تهدد الأمن والسلم واعتبارها ارهابية.

يوليو 4, 2024 - 12:57
 0  13
ما يبن التعاطف والإدانة.. طوفان الأقصي يغير المسارات السياسية

ما يبن التعاطف والإدانة.. طوفان الأقصي يغير المسارات السياسية

 كتب : عبدالله عبد الرحمن 

   طوفان الاقصي الرقم الصعب في معادلة الصراع الفلسطيني في ظل متغيرات دولية انبثقت كلها ما بين مؤيد ومتحفظ ورافض لممارسات اسرائيل في قطاع غزة، ولا شك أن حماس كمنظمة معنية بالمواجهة المسلحة مع اسرائيل قد تجاوزت كافة الخطوط  الحمراء في ضرباتها الأخيرة التي انطلقت في السابع من اكتوبر 2023 واحدثت دوي هائل علي كافة المسارات، سيما منها المسار العربي الذي تفاوتت بشأنه الاشكالية النضالية لحركة حماس، والتي تعتبر في نظر كثير من الأنظمة الأوروبية والعربية منظمة تهدد الأمن والسلم واعتبارها ارهابية.

استحقاقات فلسطينية

   بيد أن هذه الاشكالية قد لعبت دوراً حاسماً في اسطورة الوقوف أمام اسرائيل عبر انفاق ودروب ومحاور للجغرافيا الفلسطينية والبلدات ذات الطبيعة التي ساهمت كلها في رسم ملامح تلك المواجهة، التي لا تزال مضامينها تلعب دوراًرئيسيا ً في حسم طبيعة وانماط الصراع العربي الاسرائيلي والاستحقاقات الفلسطينية على طول امتداد مساحة قطاع غزة، ولا ريب ان المواجهات الدائرة والخسائر المتباينة علي مستوي الافراد والبني التحتية ساهمت كلها في تفاوت الرؤي علي مستوي المنظمات الدولية سيما منها الجمعية العامة للأمم المتحدة التي اخذت علي عاتقها الاعتراف بدولة فلسطين كعضو عامل في تلك المنظمة، وهذا في ذاته من اروع معايير طبيعة الصراع الدائر حتي تاريخه والمنبثق من طوفان الاقصي.

انعكاسات

   لاريب أن المواجهة الدائرة علي مستوي القطاع قد ساهمت بدور مهم في استقطاب دول اقليمية ودخولها في مجال الحرب ضد اسرائيل مستغلة في ذلك اساليب القمع والتنكيل التي تمارسها اسرائيل في القطاع بتهديد صريح ترجمتها عن كثب طبيعة المواجهات بين حزب الله بلبنان وايران في العمق الاسيوي واعتمادهما بارسال صورايخ باليستية لضرب العمق الاسرائيلي، ذلك الاستقطاب ينم عن عمق القضية الفلسطينية في قلب الشعور لدي دول لعبت مؤخراً ادوارً ذا قيمة إزاء تحريك مفاتيح الحل للقضية الفلسطينية.

   من هنا جاء الاستقطاب انعكاساً علي أهمية اتساع  نطاق المواجهات سواء علي مستوي شرق المتوسط أو علي البحر الاحمر وصولاً إلى الكثير من الممرات المائية التي تحولت إلى مواكب للنصر باتت تحصده القضية الفسلطينية عن كثب.

المقاطعات

   لاجدال أن للشارع العربي والمصري اثر بالغ إزاء التعاطي مع أنماط الاستهلاك الادامي للعديد من السلع والمنتجات التي تتم وفقاً لمشاركات شركات اجنبية ذات علاقة استراتيجية مع العدو الصهيوني؛ فقد لعب الشارع العربي والمصري دوراً ينم على تطويع انماط التعاطي وفق طبيعة الصراع واساليب المواجهات علي طول امتداد قطاع غزة، من هنا جاءت فكرة المقاطعات لهذه السلع والمنتجات؛ في محاولة من الشارع لتقليل قيمة المردود المادي الذي تدره هذه السلع على طول امتداد الاسواق العربية والمصرية؛ فسلاح المقاطعة كشف عن الوعي الشعبي العارم في مواجهة الغطرسة الاسرائيلية علي طول امتداد القطاع، وهي لا تزال تلعب دور مهم في التأثير السلبي علي مجري الأحداث في إطارالدعم اللامحدود الذي تلعبه الولايات المتحدة الأمريكية في دعمها للكيان الصهيوني علي امتداد القطاع.

هدنة القاهرة

   يأتي الزخم الدولي إزاء اساليب ادارة الصراع علي طول امتداد قطاع غزة ضمن أحد أولويات الدورالطليعي والمهم للدبلوماسية العربية والمصرية، كأحد أهم محاور المناورة من جهة، والأخذ في الاعتبار إزاء وقف التصعيد الذي باتت تنبئ به طبيعة المواجهات علي طول امتداد قطاع غزة.

   فمن ناحية لعبت القاهرة دوراً استراتيجياً يكشف عن أهمية عدم إفراغ القضية الفسلطينية من مضمونها الشعبي بشكل فعال وخطير برفضها تهجير الفسلطينين من قطاع غزة إلى رفح المصرية، وهي مناورة استراتيجية استندت إلى مضمون القضية الفسلطينية من منطلق معيارها الشعبي وفي ذات الوقت وقف التصعيد العسكري نحو اجتياح رفح التي يسكنها أكثر من مليون فلسطيني، ولا ريب أن القاهرة بهذه المناورة قد وضعت العالم بآسره أمام مسئولياته وهو ينظر إلى طبيعة الصراع الدائر عبر قطاع غزة.