مسجد ابن طولون

المسجد الطولوني من أشهر المساجد الأثرية بالقاهرة

حوار: نيرين محمد

تصوير: نيرة أحمد

 التقينا بالأستاذة "هدوي يسري" وهي درست في كلية سياحة وفنادق قسم إرشاد سياحي بجامعة المنصورة لتحدثنا عن نشأة وتصميم المسجد من الداخل والخارج، أجابتنا بأن مسجد ابن طولون أو مسجد أحمد بن طولون أو المسجد الطولوني كما يطلق عليه الكثير من الأسماء، وهو أحد المساجد الأثرية بالقاهرة لحي السيدة زينب، أمر ببناؤه أحمد بن طولون مؤسس الدولة الطولونية سنة 263هـ/877م بمدينته الجديدة القطائع ليصبح ثالث مسجد جامع بني في عاصمة مصر الإسلامية،  بعد جامع عمرو بن العاص الذي بني في الفسطاط، وجامع العسكر الذي بني في مدينة العسكر، ورغم أن مسجد عمرو بن العاص لا يزال موجودًا إلا أن المسجد الطولوني يعد أقدم مساجد مصر القائمة حتى الآن، لاحتفاظه بحالته الأصلية بالمقارنة مع مسجد عمرو بن العاص الذي توالت عليه الإصلاحات التي غيرت معالمه

شُيد المسجد  فوق ربوة صخرية كانت تعرف بجبل يشكر ويُعتبر من المساجد المعلقة، وهو أحد أكبر مساجد مصر حيث تبلغ مساحته مع الزيادات الخارجية حوالي ستة أفدنة ونصف الفدان، وقد بُني على شكل مربع مستلهمًا من طرز المساجد العباسية وخاصة مسجد سامراء بالعراق الذي استلهم منه المنارة الملوية، يقع المسجد حاليًا بميدان أحمد بن طولون بحي السيدة زينب التابع للمنطقة الجنوبية بالقاهرة، ويجاور سوره الغربي مسجد صرغتمش الناصري،  فيما يجاور سوره الشرقي متحف جاير أندرسون ،  الجامع يمتلك ٢١ باب لانه كان كثيرمن الناس يدخلون من الأسواق.

أشارت هدوي أيضا عن التخطيط المعماري للجامع وقالت : أي تخطيط جامع يكون له ٤ أروقة ويكون أكبر رواق فيهم هو رواق القبلة ويتكون من خمس أروقة، أما الثلاث أروقة الأخري لكل رواق منهم يكون له ديوانيين، ويوجد بالمسجد دكة المبلغ ويكون يمينها محراب ويمين دكة المبلغ الأخري محراب، وبسبب المساحة الكبيرة للمسجد كان يقف المبلغ وراء المؤذن ليصلي بالناس، وأن لكل مؤسس لمكان يقوم بكتابة النص التأسيسي والتاريخي به ونجد نص مكتوب من القرآن الكريم يبدأ "بسم الله الرحمن الرحيم  " ونلاحظ في المسجد أيضاً خشب غير مجوف ونجد قبة داخل المسجد وصقف القبة يوجد به شبابيك مفتوحة وفائدة هذه الشبابيك للتهويةوتحدثت هدوي أيضاً عن سبب شهرة مئذنة مسجد بن طولون وقالت أنها تسمي (بالمئذنة الملوية) لأنها تأخذ نفس تصميم جامع السراء بالعراق لأن الجامع بالكامل معروف أنه كان مبني على الطراز العباسي تتكون المئذنة من أربع أدوار : الدور الاول على شكل مربع، الدور الثاني مستدير ، الدور الثالث ، الدور الرابع يأخذ شكل الطاقية وتشبه المبخرة لذلك سميت بهذا الإسم، وهناك بعض الأقاويل على هذة المئذنة ، هناك يقول أن اللاجين هو الذي قام ببناؤها وأحمد بن طولون هو الذي قام بتجديد الدور الرابع الذي يأخذ شكل المبخرة.