ما بين التجريم والموروث .. ختان الإناث مفهوم خاطئ عن العفة!! مصر تنجح في محاربة ختان الإناث
يعد ختان الإناث من أفظع الجرائم التي تشكلت بسبب نقص الوعي الاجتماعي وأدي هذا بدوره إلى أضرار نفسية وصحية وجسدية جسيمة علي الأنثي، وكان للقانون المصري دور للتصدي ومواجهة هذا التصرف الذي اعتبره فعل مجرم قانونياً، لذا كان لنا هذا التحقيق:
ما بين التجريم والموروث ..
ختان الإناث مفهوم خاطئ عن العفة!!
مصر تنجح في محاربة ختان الإناث
يعد ختان الإناث من أفظع الجرائم التي تشكلت بسبب نقص الوعي الاجتماعي وأدي هذا بدوره إلى أضرار نفسية وصحية وجسدية جسيمة علي الأنثي، وكان للقانون المصري دور للتصدي ومواجهة هذا التصرف الذي اعتبره فعل مجرم قانونياً، لذا كان لنا هذا التحقيق:
تحقيق: رحمة مصطفي _ حنين ماجد
"معتقد"
يحدثنا الدكتور "إسلام محمود" أخصائي النساء والتوليد عن ختان الإناث في البداية وبالرجوع لعدة عقود ، كان هناك مُعتقداً قديماً سائداً بين العوام، وهو إزالة جزء من العضو التناسلي للإناث لِلحدّ من الرغبات الجنسية، والحفاظ علي الفتاة أخلاقياً، وتلك التَكهُنات مَغلوطة علمياً، وقامت الدولة بتحريم ذلك الفعل في عام ٢٠٠٨، فلا يوجد أي فائدة من ذلك الفعل، ولكن طبياً إذا أُستدعي ذلك يُمكن أن نُطلق عليه وصف "عمليات تجميلية للمناطق التناسلية للإناث" ولكن مرة أخري عمليات الختان لا يتحصل منها علي فائدة، حيث أن الأضرار كثيرة، ومنها النفسي والعضوي، الضرر العضوي مثلاً يعود علي الفتاة بتقليل الرغبة الجنسية لدرجة كبيرة جداً، وإصابة الفتاة بتشوهات في شكل العضو التناسلي، وحدوث نزيف أثناء العملية، بالإضافة لحدوث عدوي بكتيرية، ويظل الضرر الأكبر من العملية حدوث ما يُسمي بقطع النهائيات العصبية في العضو التناسلي للفتاة بما يتسبب في خفض الرغبة الجنسية بصورة كبيرة. لينتُج عن كل ذلك بمشكلات في الحياة الزوجية.
لا يوجد أهداف للختان، وذلك لِـربطه بِـمُعتقدات دينية وعادات ليس لها أساس من الصحة، لأنه سبق وأن تحدثنا عن المشكلات العضوية التي قد يُسببها، فَـ بالتالي لا يوجد هَدف لختان الإناث إلا وأن وقع ذلك تحت مشكلة أخري، سبق وأن ذكرناها بعملية تجميل المنطقة التناسلية للفتاة، وحتي تلك المُشكلة يُحددها الطبيب وحده فقط .. ولا تُدار بشكل عشوائي مثلما يحدث في عملية الختان من قِبل أهل الفتاة.
"مضاعفات"
وعن تأثير ختان الإناث يؤكد د. اسلام علي أنختان الأناث يؤثرعلي الفتيات التي اجرين تلك العملية نفسياً، حيث يجعل الفتاة تُعاني من القلق والخوف، بالإضافة لوجود نوبات هلع، فَـلذلك يُؤثر الضرر النفسي ويجعل شكل العلاقة الزوجية مُستقبلاً في خطر، بل ويؤدي بعد ذلك إلي حدوث طلاق ، مما يؤدي أيضاً لزيادة نسبة الطلاق في المجتمع، وتنقسم المضاعفات هنا إلي جهتين عضوياً ونفسياً، المضاعفات العضوية والتي تتعلق بالطب يُمكن علاجها من خلال عمليات تجميلية، وعلي الجانب النفسي والذي يُمثل نحو ٩٠٪ من حجم المضاعفات، وهنا يأتي دور الطبيب النفسي الذي يُساعدها علي تقبل الأمر وتخطيه مع مرور الوقت لتحيا حياة أفضل.
قائلاً أعتقد أن مشكلة ختان الإناث كانت من أكبر المشاكل التي تواجه المجتمع يوماً ما، وبالحديث خارج حدود دولتنا ، نري أن هناك مايَقرب من ثلاثون دولة أفريقية لا زالت تقوم بذلك الفعل وبشكل أساسي، بل إن تطورات ذلك الفعل في تلك البُلدان أخذ شكلاً مغايراً من حيث كل بلد، فأصبح هناك الختان السوداني والختام الأثيوبي، وإلخ، ولذلك أعتقد أن الموضوع مازال صعباً ولا يتواجد به أي فائدة، بل ويترتب عليه مشكلات عدة نواجهها نحن كأطباء نساء وتوليد فيما بعد، لذلك نعي الدور الهام الذي قامت به مصر في العام ٢٠٠٨ حينما جرمت ذلك الفعل.
"مشاكل"
مشيراً إلى أن الفتيات التي تعرضن لختان الاناث يعايين من إنخفاض الرغبة الجنسية لديهن ، والفتور في العلاقات الزوجية بين ازواجهن، والمشكلات النفسية للزوجة حين تذكرها الفعل وكيفية حدوثه، وتَبعات ذلك من مشاكل نفسية، أما عن المشاكل العضوية ففي بعض الأحيان حين إجراء عملية الولادة، تحدث بعض الجروح المتعددة في المهبل، أو نزيف، وذلك بسبب التشوهات التي حدثت في العضو التناسلي.
"خارج السياق"
مؤكداً أن عمليات الختان تجري خارج نطاق المستشقيات، وبالرجوع لعدة أعوام نجد أن هناك سيدة كانت تقوم بذلك العمل ويطلق عليها " داية "، أو من الممكن أن تجري العملية في عيادات أو أماكن مشابهه غير مؤهلة طبياً، وبسبب ذلك الفعل كانت تزداد المشاكل التي لا يمكن علاجها، كحدوث نزيف أو إلتقاط عدوي في أماكن لا يمكن أن تسعف بها، لأن الشخص المنوط بذلك العمل لا يكون مُؤهلاً طبياً للقيام بذلك.
"تجريم "
يؤكد الأستاذ محمد محمد عبد الظاهر المحامى بالنقض والاستئناف العالى ومجلس الدولةعن عقوبة القانون في ختان الإناث حيث أقر قانون العقوبات الصادر برقم 58 لسنة 1937 و المعدل بالقانون رقم 141 لسنة 2021، عقوبات حاسمة تصل إلى السجن المشدد لمواجهة جريمة ختان الإناث وإنه قد تم تجريمة بشكل رسمي من 2008 وأضاف ان الختان في عين القانون جريمة بشعة ومهينة للمرأة، مضيفاً أن القانون يعتبره انه اعتداء علي الأنثي وإنها يتبعها مشاكل صحية ونفسية كثيرة جراء عملية الختان واستكمل حديثة ان القانون يعاقب بالسجن لمدة قد تصل لخمس سنوات كل من أجري ختان لأنثي أو إزالة أي جزء من أعضاءها التناسلية الخارجية أو قام وألحق بها إصابة، ويشمل هذا أيضاً الدكتور الذي يقوم بالعملية، وأضاف أنه ينصح بالتوعية الدائمة للأهل لعدم إلحاق الأذي ببناتهن وعدم التمسك بهذه العادة السيئةوالاستماع للندوات والمحاضرات الصحية وبرامج ترشيد الأسرة.