جزيرة الدهب القرية التي لا يعرفها أحد
جزيرة نهر النيل، أو "جزيرة الدهب"، تلك البقعة التي لا تستطيعون الوصول إليها إلا من خلال "معدية"، تعبرون بها فرعاً صغيراً من النهر جنوب محافظة الجيزة، وسط عزلة بيئية طوّقت المكان،
جولة: رحمة مصطفى حسن
جزيرة نهر النيل، أو "جزيرة الدهب"، تلك البقعة التي لا تستطيعون الوصول إليها إلا من خلال "معدية"، تعبرون بها فرعاً صغيراً من النهر جنوب محافظة الجيزة، وسط عزلة بيئية طوّقت المكان، ويتجاوز عدد سكانها الـ117 ألف نسمة حين تصلون إلى الجزيرة تستقبلكم من بعيد أبراج سكنية مرتفعة، تشعركم أنكم في منطقة راقية جداً، إلا أن في الجهة الأخرى من الشاطىء يبرز الفقر، وهذا ما يشكّل الوجه المتناقض للجزيرة، التقينا الحاج "عبدالله جمعة محمود" من قاطينين بجزيرة الدهب بمحافظة الجيزة، سألناه عن الوسيلة الأساسية لدخول القرية أجاب قائلا وسيلة الدخول إلى الجزيرة لأنهم في وسط النيل هي (عَباره) تنقل السيارات و(معدّيّة) تنقل المواطنين، وسائل النقل الداخلية هي (التوك توك) أو ركوبا على أحد المواشي ( الحمير)، واستكمل الحديث أن الأعمال السائدة في القرية هي تسمين العجول أو التجارة في منتجات الألبان، وأضاف أنهم لا يعتمدوا على الصيد إنما الاعتماد الكلي على الزراعة، ثم استفاض أن هناك أنواع المحاصيل الذي يقوم بزراعتها أغلب الفلاحين وهي الطماطم والخيار والجزر وبعض محاصيل تغذية المواشي مثل الذرة والحشيش والكرنب وغيرها من المحاصيل، مضيفاً أن هناك أنواع مختلفة من الأسمدة وهي أسمدة عضوية تعتمد على روث المواشي، الأسمدة الكيميائية ويتم صرفها بالبطاقة الزراعية من أحد منافذ الدولة لتوفير الأسمدة، مشيراً إلى أن كل نوع من الخضروات يتم زراعته في فصل معين من فصول السنة مثل في فصل الشتاء يتم فيه زراعة البرسيم والكرنب وفي فصل الصيف يتم زراعة البامية والطماطم.
أما عن الأسعار داخل القرية متشابهة مع الاسعار في خارجها، أجابنا بالنسبة للأسعار فهي تشبه الأسعار في باقي المناطق خارج القرية، وبما أن اعتماد القرية الأساسي في أغلب الوقت على إنتاجها فإنتاجنا السنوي يقوم بتغطية احتياجاتنا بالكامل وبفائض يتم بيعه، وحول عمل السيدات في القرية عموماً فأجاب: بالنسبة إلى زوجتي فهي ربة منزل تقوم بمساعدتي في تربية المواشي فقط، بالنسبة لباقي سيدات القرية فبعضهن ربات منزل والبعض الآخر يعملن في بيع منتجات الألبان مثل الجبن القريش والزبدة وغيرها.
على الجانب الأخر حدثناه عن كيفية تسمين العجول وأنواع الأعلاف؟ نقوم بعلف المواشي (تبن ودشيشة وذرة)، حيث تقوم الأبقار بإنتاج مولود كل سنة تقريباً، وإذا تم علفها جيداً من الممكن أن تنتج عشرة لتر حليب يومياً، وإذا كان علفها قليل تنتج من خمسة إلى سبعة لتر حليب يومياً، أما بالنسبة إلى البقر الحامل لا يتم حلبه فترة معينة إلى أن تلد، مضيفاً أن أهل القرية يربحون جيداً من التسمين والزراعة وإنتاج اللبن ويتم الاعتماد التام في ري الأرض على (الاناية)، وهي ينبوع ماء يتم إنشاء مجرى صناعي يمر على الأراضي التي تصطف على صف واحد.
استطردنا حديثنا مع الحاج "عبد الله" سألناه عن خدمات المياه والكهرباء في القرية أجبنا: منذ عشرون عام تقريباً بدأت القرية يدخلها الكهرباء ودخول مواسير الماء إلى البيوت بعد ما كان يتم شرب الماء من (الطرمبة) والعيش على نور الشمس والشموع، ولاكن لا يوجد مواسير صرف صحي انتشرت محلات البقالة في القرية أيضا من فترة قصيرة وأصبحت الاشياء متوفرة.
وعن تعليم أطفال القرية، أشار إلى أنه يوجد مدرسة ابتدائية وهي مدرسة الصف الواحد، تقبل عدد معين من الأطفال، وباقي اطفالنا يذهبون مدارس خارج القرية، اغلب أطفالنا مدارسهم في الجيزة أو المعادي لأنها اقرب مناطق من (المعَدّيّات)، أما عن دور العبادة في القرية أضاف أنه يوجد في القرية ستة جوامع وكنيسة واحدة، ظهر التمدن الحضاري في القرية من بعد ثورة ٢٠١١م، وطبعاً التمدن البنائي أثر على الأراضي الزراعية بسبب تجريف الأراضي، على الرغم من دخول كافيهات وقاعة أفراح إلى قريتنا إلا أن قريتنا لا تزال محافظة على طابعها الريفي الأصيل.